يتوق المرء إلى فترة الاعياد والمناسبات ولياليها الجميلة ..
وعادة ماتكون مصحوبة بأقساط راحة وفترات نقاهه بعيداً عن توترات العمل والروتينات الرتيبة .. لينصب التركيز على ترفيه افراد العائلة والمجاملات الاجتماعية ..
لكن هناك من يبقى رازحاً تحت ضغوط عمله !
فالأطباء يستمرون في علاج المرضى والحالات الطارئة .. مثلما يفعل عمال الانقاذ والمطافيء ..
وايضاً من يكسب رزقه بالاستفادة من رغبة المعطلين والمجازين ..
والراغبين في قضاء اوقات ممتعة خارج المنزل !
هل تعتبر كرة القدم سلعة ترفيهية ؟
أم أن ممارسيها المحترفين هم بشر ايضاً بحاجة الى اوقات راحة وقضاء امسيات الاعياد بين الاهل والاصدقاء ؟!
يبدو أن اغلبية القائمين على البطولات العالمية وادارات الاندية يدركون ان الكرويين موظفون تماماً مثل المشجعين الذين يرتبطون بأعمالهم الوظيفية .. فهم بحاجة الى راحة و ( عيدية ) ..
هذه الفكرة ترسخت جيداً في بعض الاندية كسياسة تم تأويلها بشكل خاطيء ..
فـ على سبيل المثال .. في الانتقالات الشتوية القادمة هذا الموسم .. كثرت الاخبار عن كثير من الانتدابات التي تفكر فيها اندية اوروبا ..
والغريب انها تحوي اسماء لاعبين .. سوق الانتقالات قد اكل وشرب كثيراً من اموالهم ..
فالظاهرة رونالدو أول المطلوبين ..
كثيراً ماتنهال عليه العروض من الأندية في الأخبار .. ولانعلم هل هي مجرد إشاعات يبثها الميلان الهدف منها اظهار اسم رونالدو مجدداً لوسائل الأعلام بعد غيابه ..
ام هو تسويق لهذا اللاعب من الفريق للخلاص منه !
ام هي عروض حقيقية .. والحقيقة دائماً اقرب للخيال !
قد تكون حقيقة .. بالتأكيد
فالظاهرة الرائع رونالدو ورغم حظه العاثر مع الاصابات .. إلا انه سبق له اللعب في اكبر مسابقتين أوروبيتين .. الدوري الايطالي والاسباني .. واثبت بمالا يدعو للشك مدى موهبته في هذه المسابقتين ..
بل سجل اسمه كأعظم الأساطير فيها ..
ومع هذه المسيرة الرائعة لهذه الظاهرة .. إلا أنه يفتقد لشيء ينقص ملحمته الكروية كلاعب فذ واسطورة .. الا وهو اللعب في المسابقة الكبرى الثالثة .. الدوري الانجليزي ..
وهذا برأيي الشخصي اظافة تاريخية قوية لأسمه ..
وجميل ان يختم مسيرته الحافلة في دوري كبير كما في انجلترا .. وليس كالاسطورة بيليه عندما ختم مسيرته في الدوري الأمريكي .. او روماريو وبيبتو الذين شوهوا ختام مسيرتهم بالتشرد في دوريات لاقيمة لها !
هنا اجد الاعذار لرونالدو .. والاعذار لميلان ..
فبحسب الاطباء للفريق ان عودة رونالدو ستكون مع بداية سوق الانتقالات شهر يناير ..
ذلك الوقت لن يستطيع اثبات مستواه لتوقف الفريق عن مسابقة الدوري بسبب احتفلات اخر السنة الميلاديه واعياد الكرسميس التي تتوقف فيها الدوريات الاوروبيه كلها باستثناء البريمرشيب ..
هنا ستكون فرصة لرونالدو للانتقال لاحد الفرق الانجليزيه وتحقيق حلمه المتبقي ..
مانشستر يونايتد .. مانشستر سيتي ..
ابرز من طلب الظاهرة كما تردد ..
فبطبيعة الدوري الانجليزي الشعبية الاكبر في العالم من المتابعين .. رغم بغض الكثير لاساليب اللعب فيه .. إلا انه يبقى ذو اضواء وشهرة .. تماماً ما يبحث عنه دائماً رونالدو .. اللعب تحت الأضواء ..
وبالتأكيد هذا يعتبر من ابسط حقوقه لأنه باختصار ( ظاهره ) ..
وذلك الوقت .. عندما يريد العالم ان يبحث عن وسيلة تسلية في الاجازات .. فلن يجد امامه سوى منافسات البريمرشيب ومع رونالدو .. ستزداد هذه المتعه ..
بالتوفيق لهذا اللاعب .. فرغم عشقي له .. إلا اني لا ارى مكانه في الميلان متدهوراً ..
الميلان في فترة الإجازة هذا العام سيكون بالضبط منصباً في التركيز على عمله .. مثل حال رجل المطافيء والطبيب ..
لأنه بالطبع يبحث عن إستعادة مكانته المرموقه .. ويخطط لماهو قادم من منافسات واثبات ذات .. كفريق له اعتباره واسمه الكبير ..
فهو بالطبع سيبحث عن عيديه لاعضاء الفريق والجماهير بالطبع ..
،،
العيديــه
بالتأكيد
عيدية الميلان هذا العام .. مثل ماتردد في الصحف ووسائل الاعلام مؤخراً عن مجيء ديفيد بيكهام إلى الفريق اللومباردي ..
وبالتأكيد كذلك .. فالأجواء ستكون باردة جداً في اوروبا ومع البرودة قد تبرد انامل المشجعين عن التصفيق لعروض الميلان الغير مرضيه في مسابقة الدوري بعيداً عن النتائج ..
فالمشجعين بحاجه لبعض التسخين مثلما يسخن اللاعبين قبل بدء المباريات ..
وتسخين المشجعين سيكون بمجيء بيكهام ..
فهو مثل الظاهرة رونالدو في طريقة الصفقة .. ينقصه الدوري الايطالي .. بعدما لعب في دوريات اسبانيا وانجلترا .. ليكمل مسيرة حافله بالشهره والاعلانات ..
وبنظرة بسيطة ..
تجد ان هذه النظرية صحيحة لتفسير شائعات انتقال هذين النجمين ..
نظرية كذبت بها على نفسي وسرعان ما صدقتها ..
نظرية منطقيه .. كل نجم ينقصه حلم .. وهو قريب من تحقيقه !
لكن سؤالي ؟
لماذا يا ميلان هذه العيدية ؟!
اليس هناك من هو افضل من بيكهام للفريق ..
دائماً ما اتذكر جوركوف وأتأسف على ذلك !
فهنيئاً للميلانيين بقرب الشتاء .. فالبرد جميل وذو لذه اذا استطعت الحصول على مدفأه كبيكهام ..
نعم بيكهام مدفأه !
في عصر بيكهام .. يحتاج المرء لأكثر من مهارة ليصبح رمزاً عالمياً ..
إنها مقدرة اللاعب على بيع القمصان الرياضية .. ومعاجين الحلاقة وكل شيء بين هذا وذاك ..
والتي اصبحت ضرورية في هذا العصر حتى للاندية العظيمه لمقدرة النادي على اثبات وجوده كماركة عالمية ..
مبروك للميلان المدفأه ..
فمع هذه المدفأه .. بالتأكيد سنتأقلم مع المناطق الدافئة !!
وشدة البرودة مابعد موسم الانتقالات ..
والحقيقة تقول ..
أن التنافس في هذا الوقت بالذات على صعيد الدوري يكون اشد سخونه من المعتاد .. فهو الوقت الذي ينتصف فيه الموسم .. وتتحدد بشكل كبير هوية المنافسين على اللقب .. مثلما تتحدد هوية فرق المناطق الدافئه .. وهوية المكافحين والذي يتعين عليهم القتال بشراسة من أجل الهروب من الهبوط ..
،،
حاولت كثيرا أن أبدي هذه الفكرة, فقد مرت فترة طويلة على آخر ما كتبت عن الدوري الايطالي , ولكن كلما هممت وأسرجت عناني لكتابتها توقفت , فقد كان حلمي فيها يفيض على جوانب فكري فيغرقها, آتيه في محاولة الاقتراب من المعنى الذي أتصوره وأحاول نقله ، وأخيرا أشعر بالعجز من أن يصل ما أعنيه أو أن أجد الكلمات الدالة المعبرة ..
كل ذلك حتى أوقفني الوقت على حكمة غالية ..
( الميلان على خطى الريال موسم 2005 بهذه الوضعية )
ومع الانتقالات الشتوية ..
لا اجمل من قضاء يوم شديد البرودة لمشاهدة المباريات مع حرارة التشجيع من مشجعين ينشدون التعظيم للاعب لا يمثل اضافة بأمانه .. أو الشماته للاعبي الفريق المنافس .. والشتائم لكل من يوجه النقد !
،،